لقيت فتاة في العشرينيات من عمرها حتفها بعد أن قام والدها بإطلاق النار عليها بحضور أمها وشقيقيها يوم الاثنين الماضي في حي (التضامن مسبق الصنع) جنوبي دمشق, في حين أصيب زوجها بعيار ناري في ساقه حين حاول الدفاع عن زوجته.
وقال مصدر في شرطة منطقة التضامن فضل عدم الكشف عن اسمه لـسيريانيوز إن "والد الفتاة قام بإطلاق النار على ابنته ما أدى إلى وفاتها على الفور", مشيراً إلى أن "الجريمة حدثت بداعي الشرف, بعد هربها من منزل والدها وقيامها بالزواج من شاب من أحدى قرى محافظة حمص عرفيا".
من جهته, أشار صاحب بقالية تقع بالقرب من بيت القتيلة فضل عدم الكشف عن اسمه الى ان "جريمة القتل حدثت في الساعة العاشرة صباحاً, حيث توجه عدد من أهل الحي التي تسكن فيها الضحية مع زوجها إلى بيتها بعد سماعهم صوت ثلاثة أعيرة نارية مصدرها منزل الضحية فوجدوا زوج الضحية يعاني من نزيف حاد في ساقه, بينما كانت زوجته ملقاة على الأرض والدماء تملأ محيطها وقد أصابها عياران ناريان في رقبتها ورأسها".
وأضاف صاحب البقالية "قبل وصولنا إلى مدخل منزل القتيلة فوجئنا بأربعة أشخاص تبين بعد ذلك أن أحدهم والد القتيلة واثنين منهم شقيقيها, بينما كانت أم القتيلة تنتظرهم خارج المنزل", لافتاً إلى أن "المسعفين الذين وصلوا بعد وقوع الحادثة بقليل أكدوا وفاة الزوجة, فيما نقل الزوج المصاب إلى المشفى".
من جهتها؛ قالت إحدى جارات الضحية, ولم تكشف عن اسمها, إنه "لم يمض أكثر من عشرة أيام على سكن القتيلة وزوجها في هذا البيت".
بدوره؛ قال صاحب مكتبة في نفس المنطقة فضل عدم الكشف عن اسمه إن "القاتل, وهو والد الضحية, سلم نفسه للسلطات الأمنية بعد ارتكابة الجريمة بساعات", مشيراً إلى أن "زوج القتيلة ليس من أبناء منطقة التضامن ولكنه يعمل في إحدى مكاتب السيارات في المنطقة منذ سنوات".
وأصدر الرئيس الأسد المرسوم التشريعي رقم 37 العام الماضي القاضي بإلغاء المادة رقم (548) من قانون العقوبات والاستعاضة عنها بالنص التالي "يستفيد من العذر المخفف من فاجأ زوجه أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته في جرم الزنا المشهود أو في صلات جنسية فحشاء مع شخص آخر فأقدم على قتلهما أو إيذائهما أو على قتل أو إيذاء أحدهما بغير عمد على أن لا تقل العقوبة عن الحبس مدة سنتين في القتل".
وكان عضو مجلس الشعب محمد حبش قال في تصريح سابق لسيريانيوز إن جريمة الشرف تخالف الشريعة في ثلاث نواح الأولى أنها تفرض عقوبة القتل في جرائم ليست عقوبتها القتل، الثانية فرض عقوبة القتل دون بيّنة وهذا يعد من الكبائر, أما الثالثة فهي الاعتداء على حق أولي الأمر في إقامة الحدود, مشيراً إلى أنه يجري إعداد مشروع قانون في مجلس الشعب يتضمن تعديل عقوبة جرائم الشرف، وسيتم رفعه إلى وزير العدل قريباً.
كما لفت مفتي الجمهورية أحمد حسون مؤخراً إلى أن الكثيرين في بلادنا يربط الشرف بعِرض الرجل أي المرأة أو بشكل أخص (الفروج) ، لكن الشرف هو قيم وأخلاق وليس قتل.
يذكر أنه تم تصنيف سورية الخامسة عالمياً والرابعة عربياً في انتشار جرائم الشرف،وفق تقارير إعلامية, حيث أن عدد الجرائم المرتكبة بداعي الشرف في الأعوام الأخيرة وصل إلى 200 و300 جريمة معظمها في المجتمعات الريفية.